الحقيقة الأبدية الثابتة هي الموت، وكل ما دونه قابل للتغيير، والتعديل، والتأقلم، وحتى التراجع، إلا الموت. الموت يعني أن كل شيء قد انتهى، ولهذا تبقى فكرة الموت مرعبة، بل إن ما يزيد الرعب هو الموت المفاجئ. أن تموت دون أن تكون مستعداً، دون أن تصلح ما كُسر، أو تتحلل من المظالم. الموت تجربة لا يمكن أن ترويها لأحد، فالذين ماتوا لم يعودوا ليحكوا لنا... إنها رحلة فردية خالصة بلا أي رفيق يساندك. العمل هو الشيء الوحيد الذي سيبقى لك. وهنا تكمن الدهشة من ذلك الشخص المستهتر الذي يغرق في ذنوبه (وطبعاً كلنا ذلك الرجل). كيف تترك نفسك هكذا؟ كيف لا تزال لا تصلي؟ كيف تستمر في الخصام، والمقاطعة، والظلم، والقسوة، والفساد، وأنت لا تعلم إن كان فنجان الشاي الذي في يدك الآن هو آخر فنجان ستشربه؟ أنت أمام أمر غيبي تماماً، الموت يعني أنك قد انتهيت من كل شيء، وزادك الوحيد هو عملك، ولن تستطيع أن تشتري عملاً هناك... لن تتمكن من العودة مجدداً... ولن تستطيع أن تقول "أنا خائف، أريد العودة إلى بيتي". الموت المفاجئ الذي يحدث من حولنا هو رسائل من الله، ولكن من الذ...