انطلقت رحلتي من حمص بعد العصر، متجهاً نحو دمشق على متن باصٍات الأهلية، حاملاً معي شغفاً كبيراً لاكتشاف عالم الكتب. كان معرض الكتاب الدولي الرابع والعشرون في دمشق ينتظرني، معرضٌ انتظره كما الكثيرمن القراء، نظراً للمشاركة الواسعة من دور النشر العربية المرموقة تزامناً مع الاحتفال بدمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008، يشارك فيه 24 دولة، منها 13 دولة عربية و 11 دولة أجنبية، بالإضافة إلى 32 هيئة ومنظمة، مع أكثر من 35 ألف عنوان، و 17 دار نشر تشارك لأول مرة! تخيلوا، 35 ألف عنوان! عددٌ هائلٌ من الكتب ينتظر أن يُكتشف.
وصلت إلى ساحة المكتبة، حيث أقيم المعرض، ووجدت نفسي وسط بحرٍ من الكتب. أرففٌ ممتدةٌ إلى ما لا نهاية، تضمّ كتبًا في جميع المجالات: روايات، شعر، فلسفة، تاريخ، علوم... كل ما يمكن أن يتخيله المرء. تنقلت بين أروقة المعرض، أتصفح الكتب، أقرأ ملخصاتها، وأتحدث مع الناشرين، مستمتعاً بالجوّ الثقافي النابض بالحياة. لم أكن أتصور أن أجد هذا الكم الهائل من المهتمين بالقراءة وهذا الكم من الكتب في مكان واحد. كانت تجربةً غنيةً ومثيرةً، أخذتني إلى عوالمٍ مختلفة أنا المعتاد على المعارض الصغيرة والعناوين القليلة في مدينتي معرض وزارة الثقافة في المركز الثقافي او معرض الكتاب في مقهى الروضة الشتوي
أخذت وقتي في الاختيار، بحثت عن الكتب التي تلبي اهتماماتي، ووجدت نفسي أمام مجموعةٍ رائعةٍ من الكتب التي قررت شراؤها. لم أستطع مقاومة إغراء اقتناء بعض الكتب التاريخية، والمجموعات الشعرية، والروايات الحديثة.
مرت الساعات بسرعةٍ، وانتهت الوقت المخصص لزيارتي للمعرض، ويجب عليّ العودة، ولكن نفسياً لم أكن مستعداً للعودة فالشغف بالبحث في أروقة دور المعرض لم ينتهي. حملت معي مجموعةً من الكتب، ثقلها في يديّ يشهد على ثراء رحلتي. ركبت الباص متجهاً نحو حمص، وكنتُ أقرأ في أحد الكتب التي اشتريتها، مغموراً بسعادةٍ لا توصف. وصلت حمص بعد منتصف الليل، متعباً، ولكني سعيدٌ جداً برحلتي إلى عالم الكتب. كانت رحلةً رائعةً، أثرت فيّ كثيراً، وستبقى ذكرياتها عالقةً في ذهني. تجربة مميزة سأكررها، وأتطلع إلى زيارة معرض الكتاب مجدداً في العام القادم.
تعليقات
إرسال تعليق