التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حمى الزئبق الأحمر تجتاح ( الحرامية ) في مدينة حمص

 زاد في الفترة الأخيرة من هذا الشهر الطلب على ماكينات خياطة قالت الشائعات أنها تحتوي على الزئبق الأحمر ,وتناقل الناس الخبر حيث بدأت عمليات البحث في أسواق الخردة مثل سوق الحرامية " وهو سوق شعبي تباع فيه بضائغ قديمة وجديدة بأسعار زهيدة يقام -الأحد - الثلاثاء والخميس من كل إسبوع وكذلك سوق الجمعة وبعض أسواق الريف الإسبوعية .

وهي ليست المرة الأولى التي تظهر فيها شائعة الزئبق الأحمر حيث قيل أنها توجد في أجهزة الراديو القديم ثم قيل أنها توجد في بعض الحلي الفضية القديمة واليوم في ماكينات الخياطة .
وللعلم ان الغالبية من الناس لا تعرف اسم هذه المادة وكل مايعرفونه أنها مادة غالية الثمن ولها إتصال بالجن والمشعوذين .....
وكانت الشائعة أجتاحت دول الخليج العربي منتصف نيسان الماضي مما أدى لأرتفاع أسعار هذه الماكينات بشكل كبير .
وللوقوف على الحقيقة قمنا بزيارة أسواق الخردة وبعض بائعي الماكينات ......
في سوق ما يسمى بالحرامية :
خلال جولة قصيرة في السوق وجدنا ان الماكينات منتشرة بكثرة وملفتة للنظر وعند محاولة التكلم مع بعض الباعة خافوا التصريح والتكلم معنا ومنعونا من التصوير,إلا قلة قليلة تكلمت بتحفظ.
أبو محمود يبيع ماكينات الخياطة إلى جانب أدوات صحية وكهربائية مستعملة قال لزمان الوصل : منذ أسابيع بدأ الناس بعرض وطلب ماكينات خياطة من نوع سنجر وهي لها أربعة أنواع وأكثرها طلباً الأفعى , لذلك قمت بشرائها من بعض الأحياء بأسعار تتراوح بين4000 - 6000 ليرة سورية مع أنها كانت لا تتجاوز في أحسن حالتها 1500 ليرة .
وأضاف : سمعت ان هناك ماكينات بيعت ب 500,000 ليرة لتجار خليجيين اما بنسبة لي فلا يهمني ان كانت تحوي اي مادة فربحي لا يتجاوز أكثر من بضع مئات والمهم الربح الحلال .
أم أحمد : تملك ماكينة خياطة قديمة قالت : سمعت ُبإشاعة ماكينات الخياطة وقمت بفحصها كما قيل وذلك بوضع جهاز الموبايل أسفل المحور الرئيسي للماكينة فإن تعطل وأصبح خارج الخدمة فهي مطلوبة ولكن بعد فحصها لم يتعطل الجهاز مما أكد لي ان هذه مجرد إشاعة ....
نادر يعمل في إصلاح ماكينات الخياطة استغرب من وجود هكذا إشاعات وقال: يستحيل وجود أي مادة ولماذا تظهر في هذا التوقيت بالذات, ومن يشتري هذه الماكينات كيف سيروجها ويبيعها وأرجع سبب ذلك إلى الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالناس فتراهم يركضون وراء بارقة أمل حتى ولو كانت إشاعة .
سعيد قال: ان الإشاعات أصبحت تنتقل بسرعة أكثر من الأوبئة وسبب ذلك وسائل الاتصال الحديثة " الأنترنت - بريد إلكتروني - فضائيات " فيصدق الناس لأن دائرة الإشاعة واسعة وفي أكثر من دولة وكثير ماتنتهي هذه الإشاعات بعمليات نصب وإحتيال ...


حقيقة الزئبق الأحمر :
وتعود قصة الزئبق الأحمر إلى أيام ماكان يعرف بالإتحاد السوفييتي , بدأ بإنتاج هذه المادة عام 1968 م في مركز " دوبنا للأبحاث النووية " وأن الكيمائيين المتخصصين يعرفون هذه المادة ( h925 b206 ) وهي مادة تبلغ كثافتها (23 ) غراماً في السنتميتر المكعب .
وقد أحدثت هذه الدرجة الفائقة من الكثافة جدل في صفوف العلماء الغربيين , إذ أنها أعلى من درجة كثافة أي مادة معروفة في العالم , بما في ذلك المعادن النقية ...
ومن المعروف أن كثافة الزئبق المستخدم فبي قياس درجات الحرارة تبلغ (6,13) غراماً في السينتمتر المكعب ,فيما تبلغ كثافة البلوتونيوم النقي أقل قليلاً من (20) غراماً في السنتيمتر المكعب الواحد .
ويعتبر الزئبق الأحمر من المواد النادرة جداً وثمنه قد يصل إلى ملايين الدولارات .
وأرتبط قديماً وحديثاً بالجن والشياطين والكنوز ويستخدمه المشعوذين إذ يطلبه الجن من الإنسان ليتغذوا به ويساعدهم في إطالة عمرهم ويعطيهم قوة جبارة ويزيدهم شباباُ .
ولكنه أخطر من ذلك بكثير خاصة وأنه يدخل مباشرة في صناعة الأسلحة المتطورة
كما يدخل في صناعةالنشاط الذري بمختلف أنواعه ويؤكد بعض الباحثين في علم الآثار ان هناك بالفعل ما يسمى الزئبق الأحمر وهوعبارة عن بودرة معدنية حمراء اللون ذات إشعاع , لاتزال تستخدم في عمليات ذات صلة بالأنشطار النووي ويقال ان الزئبق الأحمر ليس بمادة وإنما اسم سري "كود" لبرنامج عسكري نووي لإحدى الدول أو كود لإحدى نظائر البلو تونيوم أو اليورانيوم السرية والمستخدمة اصلاً في صناعة الأسلحة النووية .
وهو اسم لمادة تستخدم في طلاء الطائرات العسكرية لكي تتفادى رصدها من خلال الرادار .
وأخيراً خرجت وتخرج مثل هكذا إشاعات يومياً ولا تلبث ان تختفي بسرعة مخلفة ورائها خيبات أمل كبيرة لأناس تعيش على إنتظار حلم ينتشلها من غياهب الفقر .

علي فجر المحمد - زمان الوصل

تعليقات