التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مدينة حمص السورية من عاصمة للضحك الى عاصمة المخدرات

 

 

موقع جغرافي :
اكبر المدن السورية إداريا - 42226 - كم , موقعها الجغرافي وامتداد حدودها الإقليمية مع لبنان من خلال منفذ الدبوسية والعريضة ووادي خالد وقربها من الحدود السعودية والعراقية والأردنية التي لا تتجاوز مئات الكيلو مترات .
وتمتد أراضي المحافظة في جميع الاتجاهات وتحدها محافظات حماة شمالا وطرطوس ولبنان من الغرب وريف دمشق من الجنوب ودير الزور والرقة شرقا والعراق والأردن من الجنوب الشرقي مساحة كبيرة تحتلها المحافظة في جميع الاتجاهات من الجبال والغابات إلى ضفاف نهر العاصي إلى السهول الخصبة إلى البادية.
تشتهر المدينة بحب أهلها الشديد للنكتة، حتى صارت جزءاً من الشخصية الحمصية، وتقول القصة الشعبية أن " تيمورلنك " قائد المغول بعد أن احتل حلب وأهلك أكثر أهلها، وصل إلى حمص، وعلم أهل حمص أن المغول يخافون المجانين، و لشدة ذكائهم فتحوا أبواب المدينة أمام الغزاة و لبسوا أزياء المجانين وطافوا في الشوارع يرقصون ويمرحون وهم يضعون الطناجر والأطباق على رؤوسهم، فلما دخلها المغول اعتقدوا أن المدينة كلها مجنونة فرحلوا عنها دون أن يدمروها متجهين إلى دمشق، ووافق ذلك يوم الأربعاء، فدعي عيداً للجنون لأهل حمص  .
لم تنتشر بين أهالي مدينة حمص الفكرة التي اقترحها البعض  ودعمتها " شفهيا " محافظة حمص السورية - بدون خطوات عملية تذكر - رواجا بين أهالي مدينة حمص الذين اعتبروها آخر همومهم وفرصة لاستنزاف المزيد من الأموال التي تنفق على التظاهرات والمهرجانات .
وكان قد قال محافظ مدينة حمص المهندس محمد اياد غزال في تصريح سابق خلال مهرجان القلعة والوادي : أن الهدف من - حمص عاصمة للضحك -  هو "خلق تجربة مفيدة يمكن تلمس إيجابياتها من خلال تأثيرها على الصحة العامة والصحة النفسية، إذ إن أكثر الأمراض الشائعة حالياً سببها نفسي، كما أن هذه التجربة ستشكل حالة تجميعية وتوثيقية للنكتة الحمصية".
كما لم تلاقي المجموعة التي أنشأت على فيس بوك الموقع الاجتماعي " حمص عاصمة للضحك والنكتة في سورية " أي دعم في استقطاب الأعضاء الا بعض مشاركات هزيلة لم ترقى لمستوى الاقتراحات الجادة  .


حمص والتي فوجئت منذ شهور بإلقاء القبض على أربعة من كبار تجارها واقتصادييها بتهمة الاتجار والترويج للمخدرات , الصحف الرسمية السورية لم تتناول الخبر ولم تشر إليه مجرد الإشارة الا من خلال تصريح لأحد رجال أعمالها المعروفين ينفي أي علاقة له بأحد المتورطين بعد تداول الشارع الحمصي والسوري علاقة تجمعه به من خلال شراكة لمول تجاري ضخم في حمص , كما تمت إزالة اسم احد المتورطين من على " دوار " كان قد قدم كهدية لمحافظة حمص ؟
وكانت قرارات صدرت بمصادرة أموال منقولة وغير منقولة لمتورطين من خلال حملة قامت بها السلطات السورية طالت عددا من التجار وأصحاب مكاتب السيارات وأصحاب مشاريع كانوا يختبئون وراءها لممارسة نشاطاتهم المشبوهة بالاتجار وحتى تصنيعها.

وانصب التركيز في هذه الحملة على المتاجرين والمصنعين لحبوب "الكبتاغون" والتي تأخذ مسارها عادة من "تركيا عبر سوريا تهريباً إلى السعودية" وكانت السعودية اشتكت من ورود هذا النوع من المخدرات من أو عبر سورية...خاصة مع انتشار هذا النوع من المخدرات بشكل واسع في المملكة.

حملة المكافحة التي بدأت في حمص وامتدت إلى حماة وحلب التي تم القبض فيها على عدد كبير من التجار والمصنعين , كما تم تجميد وحجز اموال 50 شخصية معروفة.
وقد وصفها البعض بأنها اكبر حملة قادتها الأجهزة المختصة في مجال مكافحة المخدرات وأشيع وقتها أنه بين المتورطين شخصيات كبيرة ومشهورة في الشارع الحمصي وتبين أن أحدهم كان عضوا في مجلس الشعب.
كما ان أغلبية أبناء المحافظة يرون أن هذه الحملة هي الأضخم من نوعها في تاريخ البلاد خاصة بعد انتشار مظاهر الغنى الفاحش لعدد من كبار تجار وأغنياء المدينة إذ يرى مراقبون أن البذخ الكبير الذي يعيشه بعض التجار في مدينة حمص يقابله حالة من الركود المخيف في الأسواق ويتحدث البعض عن استئجار محلات بمئات آلاف الليرات السورية أو شراء البعض لمحلات تجارية بعشرات الملايين.

ويعود الإقبال على الاتجار وتضيع هذا النوع من المخدرات "الكبتاغون" تحديداً لسهولة تزويره عبر الاستغناء عن أحد المواد الرئيسية الداخلة من تركيبة وبالتالي تمريره من باب التزوير.. إنما حقيقة الأمر تقول أنه حتى مع إدعاء تزويره فإن ذلك يبقيه مادة مخدرة ولا تنقص من خواصه إنما هو سبيل للهروب من القانون وكأنها حبوب دوائية تم استيرادها على انها مزورة وهنا خطورة الأمر حيث يتمكن هؤلاء من الإفلات من جرائمهم عبر معرفتهم بالقانون الذي لا يحاسب على الأدوية المزورة.

أصبح من الشائع وغير المستغرب في حمص ان ترى جارك متعاطي أو قبض عليه بتهمة التجارة بالممنوعات والتي كانت منذ فترة قريبة (مواد غذائية - أدوات كهربائية - مازوت ......الخ), ثم تطورت لتجارة المخدرات .


 لكن عندما حوصرت تلك المواد بالقوانين ورخص الأسعار , أتجه الغالبية للعمل في المخدرات ولأسباب كثيرة منها انتشار البطالة وتردي المستوى الاقتصادي  والاجتماعي  وقصص الثراء السريع وكون المسئول عن هذه التجارة في المدينة رجال أعمال ووجوه معروفة .
استطاع تجار المخدرات من رجال الأعمال ضم شريحة واسعة من الشباب لشبكاتهم كونهم أصحاب نفوذ وكلمة مسموعة في تجارتهم العلنية ... وهذا ما دفع شباب كثر للعمل تحت كنفهم بالتجارة والترويج للتعاطي وتحمل بعضهم دخول السجن للحصول على مبلغ من المال بعد خروجه .
أصبحت تجارة المخدرات في حمص وخاصة في السنوات الخمس الماضية أكثر تنظيماً واستقرارا وموقعها المتوسط وحدودها الكبيرة وعدم السيطرة على هذه الحدود لإنتشار بعض الفاسدين جعلها ممراً رئيسياً لهذه التجارة في الشرق الأوسط ومركز توزيع لدول الخليج والعراق ولبنان والأردن وصولاً لمصر ودول أخرى .
ويهرب إلى جانب المخدرات الحبوب ذات التأثير النفسي والحشيش والمواد المسكرة ذات الأسعار والجودة المرتفعة .
شهادات :
يقول أ- ز الذي القي القبض عليه قبل سنتين بتهمة التجارة وخرج منذ فترة تائباً للواء  : الكل يعرف ومنهم السلطات ان حمص الأولى في سورية بالتجارة وبالتعاطي تأتي دير الزور وبالحبوب والحشيش حلب ووصلت شهرة حمص إلى دول الجوار والخليج وبأسماء معروفة لكن حملة الأجهزة الأمنية أثرت على سوق المخدرات بعد القاء القبض على بعض من يسميهم البعض " ملوك " هذه التجارة , لكن معروف في سوق المخدرات ان الأشخاص يتبدلون والتجارة والترويج مستمر .
وذكر لنا م- خ ان قريب له نجا من الإعدام في السعودية بمساعي وجهود أحد شيوخ القبائل في حمص المقربين من أمراء خليجيين لتخفيف الحكم من قطع الرأس إلى السجن خمسة عشر عاماً بعد ان حاول تهريب كمية من المخدرات في حقيبة كان قد اتفق على مرورها بعد ان اغروه بمبلغ مليون ليرة سورية لكنه لم يستطع العبور بها ويذكر هذا المتهم ان معه سوريين كثر حكم على بعضهم بالموت أو لفترات سجن طويلة وكلهم تورطوا لفقر حالهم أو طمعاً في تحسينه  .
أرقام :
تفاجئنا الأرقام المنشورة رسميا عن حجم  مايمر عبر سوريا ومدينة حمص وحجم الشبكات الملقى القبض عليها فلا تخلو جريدة رسمية سورية من خبر إلقاء القبض على تجار مخدرات , فعلى سبيل المثال نشرت صحيفة الثورة السورية : " قوامها 53 شخصاً.. القبض على عصابة تهريب مخدرات وتزوير سيارات بحمص " ... البداية كانت منذ عام ونصف في مدينة حمص ومدن اخرى حين اتفقت مجموعة من الخارجين عن القانون لتشكيل عصابة تقوم بأعمال تهريب مخدرات وتزوير السيارات والاتجار بها ونقلها من تركيا والعراق ولبنان ودول اخرى مرورا بسورية الى السعودية ودول الخليج فقاموا بتشكيل خلايا عمل ومجموعات لنقل المخدرات من خلال حافلات وسيارات شحن بعد تزويدها بمخابئ سرية بمساعدة اشخاص من البلدان المجاورة وتم تنظيم الاعمال فيما بينهم .‏

كما ذكرت الثورة أن عناصر فرع مكافحة المخدرات في حمص قاموا بإلقاء القبض على اثنين من مهربي المخدرات والمطلوبين في جرائم جنائية متعددة وضبط بحوزتهما مايزيد على 40 ألف حبة من نوعية الكبتاكون المخدر أثناء محاولتهما ترويجها وبيعها إلى مجموعة من المتعاطين والموزعين داخل المدينة وذلك بعد أن تم ادخالها عن طريق بلد مجاور ومازالت التحقيقات جارية مع الموقوفين لمعرفة بقية الشركاء.‏

وفي عنوان آخر لمجلة الاقتصادي السورية قالت : تمكنت عناصر فرع مكافحة المخدرات في حمص من إلقاء القبض على مجموعتين من مهربي المخدرات وضبط بحوزتها ما يزيد على 490 ألف حبة من نوعية الكبتاكون المخدر وتقدر قيمتها بأكثر من 18 مليون ليرة وغرامتها المستحقة 105 ملايين ليرة.
واكملت الصحيفة : كما تم القبض على مجموعة ثانية من عصابات تهريب وتوزيع المخدرات ومصادرة كمية تزن نحو 100 كغ ويتجاوز عددها 450 ألف حبة كبتاكون ومازالت التحقيقات جارية حتى الآن لإلقاء القبض على كافة أفراد المجموعة من تمويل واستقبال .‏
وفي تقرير نشره موقع البوابة : في تبادل لإطلاق النار خلال عملية مداهمة قامت بها دورية لمكافحة المخدرات في حمص، قُتل العقيد أحمد فرزات رئيس فرع مكافحة المخدرات في حمص.
وتابع التقرير : وتقول مصادر الشرطة إن مقتل الضابط جاء خلال عملية مداهمة عصابة لتهريب في احدى المزارع الخاصة خلف صوامع الحبوب بحمص , وتفيد مصادر الشرطة أنه كانت قد توفرت معلومات لدى فرع مكافحة المخدرات عن تنفيذ عملية مخدرات في المزرعة المذكورة وشهدت المداهمة إطلاق نار بادر به افراد العصابة المسلحة.
‏ وتمت مصادرة أكثر من 40 كيلوغراماً من الحشيش والقبض على مهربين آخرين حيث كان عدد أفراد العصابة ثلاثة أشخاص.

كما تم مصادرة 2300 كيلو حشيش و حبوب مخدرة في حمص أثناء عبورها لدولة مجاورة .
حمص والتي تناست احتفالية " حمص عاصمة للضحك " مشغولة الآن بجهود تبذلها الآن أجهزة الأمن وعناصر فرع مكافحة المخدرات لتنظيف المدينة من خطر او صفة ربما تلتصق بها للأبد لزيل ابتسامة قاطنيها و " اربعائهم "  السعيد .


علي فجر المحمد - حمص - خاص زمان الوصل

تعليقات