التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قرية النعيمية على أكتاف جبل البلعاس

قرية النعيمية قرية واعدة على أكتاف جبل البلعاس ( سلسلة الجبال التدمرية ) على الطريق المؤدي بين تدمر والسلمية وإلى زمن ليس ببعيد عرفت المنطقة بمناخها اللطيف والمعتدل وبكثرة أشجار البطم الأطلسيوأشجار السويد , ويقال أن أصل تسمية قرية النعيمية بهذا الاسم يرجع إلى النعيم والخير الكثير الذي تمتع به سكانها نسبة إلى باقي سكان المنطقة , وأول من سكن هذه القرية هم السادة المشاهدة , وعرفوا بكرمهم ومساعدتهم لكثيرين ومنحهم أراضي  للسكن والزراعة وخاصة من كان يعاني من ظلم الإقطاعيين والبرجوازيين في تلك المرحلة فكثر السكان و انتعشت المنطقة واشتبك السادة المشاهدة مع الجنود العثمانيين والموالي لنصرتهم المستضعفين لكن نفوذهم وقوتهم وبعد المنطقة عن مراكز المدن حال دون سيطرة العثمانيين ومواليهم , وعرف عن المشاهدة في مابعد تطوعهم في حركات التحرر الوطني للتصدي للفرنسيين , وفي فترة مابعد الاستقلال أستقر بعضهم في النعيمية وعاد كثير منهم إلى حياة البادية, ومنهم من استقر في مدينة حمص وحماة ودمشق وسافر البعض خارج القطر لكن إلى يومنا هذا مازال اجتماع المشاهدة بفرحهم وترحهم في قرية النعيمية التي تغيرت و أصبحت لا تملك من النعيم غير أسمها ,

قرية النعيمية اليوم بلدية تابعة لمحافظة حماه تبعد عن السلمية حوالي45 كلم يعمل سكانها بتجارة الأغنام وتربيتها وبالزراعة وأكثر من نصف أهلها هجرها إلى المدن السورية حمص –  حماه - دمشق – وخارج القطر معظمهم في السعودية...

وتعيش المنطقة حالياً نوعاً من النشاط خاصة بعد اكتشاف الغاز الطبيعي في منطقة جبل البلعاس وكذلك الاكتشافات الأثرية في منطقة رسم التنباك الذي ،يعود إلى الألف العاشر قبل الميلاد ، وهو يمثل المرحلة الانتقالية ، لنهاية العصر الحجري الوسيط ، وبداية العصر الحديث،(بداية الزراعة)،أو بتعبير آخر،نهاية مرحلة الصيد،وبداية الاستقرار والزراعة.

وجبل البلعاس كان في زمن مضى غابات متشابكة من الأشجار التي كانت ملاذاً أمناً لكل هارب من الظلم والاستبداد ونقطة تجمع للثوار والفرسان كما فعل السادة المشاهدة في صراعهم مع السلطة العثمانية ومن بعدهم الفرنسيين وحتى حكومات الفساد والدكتاتورية بعد الاستقلال .

وهناك مساعي حثيثة لإعادة الحياة إلى المنطقة وخاصة جبل البلعاسففي عام 2003 صدر قرار وزاري رقم 19 بتسمية جبل البلعاس محمية بيئية متعددة الأغراض مساحتها الإجمالية 34365هكتار.

وهذا القرار استكمالاً لمشروع تطوير وتنمية جبل البلعاس الذي صدر في عام 1986,

 

ويعزي أهالي قرية النعيمية بتغير أحوال قريتهم , لما حدث لمدينة سامراء ، يوم كانت المدينة عامرة ومزدهرة كان اسمها( سر من رأى )، ثم أصبحت ( ساء من رأى ) لما تهدمت وتقوضت عمارتها.

تعليقات