كنت قبل 2011 عندما أمر بأزمة ما عاطفية مادية مشاكل في الدراسة او العمل أمارس التيه في شوارع مدينة حمص أمشي حتى تتورم قدماي وحدث أن مشيت في جو ماطر غزير وآخر حار في أحد أيام آب اللهاب ومن اللحظات التي لا تنسى هو اني مشيت في ثلج كانون الثاني من وسط المدينة إلى آخر حي الانشاءات مروراً بباب عمرو والعودة باتجاه دوار الرئيس إلى دوار الفاخورة ثم البيت كل تلك المسافة والشوارع خالية إلا من بعض الأطفال والكبار الذين خرجوا للعب في الثلج.
ذلك التيه كان عصفاً ذهنياً تفريغ للشحنات السالبة ومناجاة لله للخروج من حالة ما كانت تقض مضجعيكنت أمشي غير مبالي بما حولي حتى ان جسدي يتكيف مع الجو المحيط فلا أشعر ببرد ولا حر فقط اتأمل الشوارع والمباني ووجوه المارة.
دائماً ما كنت أعتبر نفسي على الطريق الصحيح لكن كنت أجهل المدة التي سأصل فيها لمبتغاي وهدفي في الحياة.
يوم أمس كنت أعمل على تقرير لموقع تقني كان قد كلفني بها أحد الأصدقاء تتحدث عن تجربة المستخدم في سوريا للتقنية والإنترنت في ظل الظروف المحيطة.
في حين كنت منسجماً بالكتابة وتفريغ بعض الآراء للعاملين في المجال التقني والمستخدمين العاديين إذ يتوقف جهاز الكمبيوتر عن العمل فجأة دون سابق إنذار دون أن احفظ ما كتبت.
قليل ربما يعلم حجم الكارثة التي حلت بي عليّ إعادة كتابة كل شي من جديد وترتيب الأفكار وصياغتها وأنا مشتت الفكر حتى قبل أن أبدأ الكتابة وتفكيري ينصب في المشاهد القادمة هناك من إدلب وارتفاع المعيشة وتأمين علب الحليب لاطفالي.
حتى التيه في شوارع المدينة في هذا الوقت سيجلب لي الكأبة أكثر للمشاهد المأساوية للنازحين الفارين بأرواحهم من قصف الطيران.
مع من اتكلم وكيف أخرج من هذه الحالة فلا مدينة تستوعب ضياعي وقهري، لم اجد نفسي إلا وأنا اهم باعداد كاس متة وكتابة هذه التدوينة وفتح صفحة جديدة للبداية من الصفر ولينتظر اراجيك المقال.
تعليقات
إرسال تعليق