التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أزمة مقتبل العمر من خلال تجربتي الشخصية



 مررت بهذه الأزمة منذ تخرجي ودخولي سوق العمل وتعافيت منها لكنها كانت تعاود الظهور في حياتي أكثر من مرة وعلى فترات متباعدة احياناً ومتقاربة تارة أخرى وها هي تعود لي منذ شهور والسبب هو الأوضاع في سوريا وانعكاسها على حياتنا.

هل تعاني من أزمة مقتبل العمر؟

أو عانيت منها؟

في هذه التدوينة نتعرف على أزمة مقتبل العمر ومعالجتها من خلال تجربتي الشخصية التي تمتد مع هذه الازمة لعقد من الزمن.

إن كنت تستيقظ كل صباح وأنت تشعر بالضياع والارتباك بشأن كل جانب من جوانب حياتك: حياتك المهنية، وصداقاتك، وحياتك العاطفية، وحتى الهوايات التي تحبها. هل تبدو حياتك باهتة، ومملة وتبحث عن التغيير؟ ان كنت كذلك فأنت في أزمة مقتبل العمر.

ما هي أزمة مقتبل العمر؟

أحد الأعراض الرئيسية لازمة مقتبل العمر هي السؤال الملح الذي يدور في رأسك دائماً (متلازمة يجب وينبغي) يجب أن أكون يجب أن اعمل يجب أن اعرف يجب أن أحب …. الخ

تجد نفسك منشغل بالمستقبل وبالشكل الذي يجب أن تكون عليه وتنسى حياتك والواقع المحيط بك.

تجد نفسك تعيش في الخيال وأحلام اليقظة وعندما تقارن أحلامك بالواقع تجدها لا ترقى لمستوى خيالك وطموحاتك.

ومن الأعراض الشائعة أيضاً متلازمة المقارنة أو يمكن تسميتها التهاب المقارنة:

صديقك تزوج، أحد أصدقائك حصل على عمل مهم في شركة كبيرة، أخوك اشترى سيارة أو بيت أو كمبيوتر جديد، نحن لا نتحدث هنا عن الحسد بل على العكس أنت سعيد لما ووصلوا إليه لكن تقول بينك وبين نفسك لماذا لا يحدث هذا لي وأنا متفوق عليهم في كثير من الأمور وجوانب الحياة.

الأمر لا يتوقف على المقارنة مع أصدقائك وأقربائك ربما يصل لأصدقائك الافتراضيين على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا يؤدي للشعور بالقلق والغيرة وربما الحسد وترى نفسك فشلت في الحياة بينما أقرانك يتمتعون بحياة مريحة ولا يعانون من أي صعوبات.

التشتت والتردد في اتخاذ القرارات:

هذا من الأعراض الشائعة أيضاً تجد نفسك مشتتاً ومتردد في اتخاذ أي قرار حتى ولو كان بسيط جداً كمشاهدة فيلم مثلاً

تفكر كثيراً وتحلل وتستشير ثم تجد نفسك خائف من اتخاذ القرار، حتى انني في بعض الأحيان أعيد مشاهدة بعض الأفلام أكثر من مرة لترددي في اختيار فيلم جديد جدير بالمشاهدة.

الخروج من أزمة مقتبل العمر:

بما أن تشخيص الداء نصف الدواء فيمكنك أن تكتب روشتة التعافي من أزمة مقتبل العمر بنفسك ومع ذلك سأكتب لك وصفتي الخاصة التي استخدمتها ونجحت في فترة وفشلت في أخرى.

أول الخطوات هي الرضا بقدر الله، الرضا سعادة وراحة للبال، فلا تحزن على أمر فات، ولا تَخف مما هو آت
قَال الله تَعالى في كتابهِ الكَريم، في سُورة الحَديد، آية رقم (22) “مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا”.

توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين:

وخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي وتذكر دائماً ان ما تراه أفضل لحظات الحياة لهذا الشخص لذلك شاركها، قلل من تواجدك هناك واستغل هذا الوقت للتركيز على حياتك الخاصة،

اتصل بصديق:

من وسائل المساعدة في متلازمة مقتبل العمر الاتصال بصديق عندما تمر بوقت صعب، لا تحاول التعامل مع كل شيء بمفردك. استشر من تثق بهم لأنك ستحصل على ملاحظات موضوعية، لا يمكنك أن تراها بمفردك.

تحكم بأفكارك وعش حياتك:

توقف عن التفكير في ما يجب ان تكونه في المستقبل وعش حياتك كما ينبغي وابدأ في التفكير فيما عليك القيام به اليوم، هذا سيجعل لحياتك معنى وسيرشدك للطريق الأفضل نحو المستقبل.

اسأل مجرب وخبير:

يقول المثل اسأل مجرب ولا تسأل حكيم وهي طريقة ناجعة في أزمة مقتبل العمر اسأل مجرب واسأل خبير واسأل حكيم سواء ان كنت تبحث عن مهنة جديدة أو أي شيء آخر، ابحث واقرأ واسأل في النهاية ستصل لنتيجة مهمة وخلاصة لتجارب الكثيرين ممن سبقك.

                                                                                                                                           علي فجر المحمد

تعليقات