التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هل سيحل التعليم عبر الإنترنت مكان التعليم التقليدي؟

 


التغييرات التي جرها وباء كوفيد-19 خلفه كبيرة ومن المعرف للجميع حجم الأثر التي تركته في حياتنا. حديثنا ليس هنا، بل عن مدى استدامة هذه التغيرات في حياتنا، وتحديداً في مجال التعليم، بكلمات أخرى هل سيحل التعلم عبر الإنترنت مكان التعليم التقليدي؟

إذا كنت تبحث عن إجابة مختصرة، فالجواب هو لا لن يحل مكان التعليم التقليدي بالكامل، أما لماذا لا، فإليك بعضالحجج التي تدعم هذه الفرضية:

حاجة البشر للتواصل: الحياة الجامعية ليس مجرد اكتسب معرفة من خلال المحاضرات بل هي فترة مميزة في حياة كل من يعيشها، التواصل مع أشخاص من بيئات وثقافات وربما دول مختلفة تجربة مميزة من الصعب أن يجده الإنسان في مكان آخر، كذلك التجمعات والفعاليات التي تمارسها في الجامعة لا يمكن نقلها إلى الإنترنت..قد يبدو هذا الكلام رومنسياً للبعض، لكن لنلقي نظرة إلى مجالات أخرى ولتكن السينما مثلا التي مازالت حاضرة وبقوة رغم توفر العديد من القنوات منها التلفزيونية أو منصات البث عبر الانترنت بل حتى إن الكثيرين منا ما يجتمع مع أصدقائه بهدف المشاهدة الجماعية..الأمر مماثل بالنسبة للأحداث الرياضية فمازالت المشاهدة عبر مدرجات الملعب أمراً أساسياً لدى الكثيرين.
الإمكانيات الاقتصادية: من الصحيح أن التعلم عبر الإنترنت قد سمح للناس من أي مكان في العالم من الوصول إلى المواد التعليمية وهم جالسين في منازلهم، لكن مازال الكثيرين غير قادرين على توفير اتصال سريع بالإنترنت وكومبيوتر، بل إن الملايين عاجزين عن توفير بيئة تسمح لهم بحضور المحاضرات على الانترنت بمكان هادئ داخل بيوتهم، بالمقابل مازالت الجامعات توفر بيئة تمكن الجميع وبشكل متساوي من الوصول إلى التعليم.
العلوم التطبيقية: سيكون من السهل التعلم من الدروس والمحاضرات..في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية، لكن ماذا عن الكثير من مجالات العلوم التطبيقية؟ عملياً من المستحيل وضع مخبر للتجارب في بيت كل طالب، بل حتى لن يصلح الأمر لكافة مجالات العلوم الاجتماعية كالفن والمسرح والسينما وغيرها الكثير.
الخلاصة:
جميع المؤشرات تدل على أن التعلم عبر الإنترنت سيشهد المزيد من التقدم ومن تلك المؤشرات القفزة الكبيرة في نمو إيرادات منصة كورسيرا بنسبة 59% في عام 2020، والتوقعات التي تشير بأن حجم إيرادات التعلم عبر الإنترنت سيصل إلى حوالي 74 مليار دولار في عام 2025 وإلى 10 تريليون دولار في عام 2030! كما أن المزيد من التقنيات، كالواقع المعزّز، ستحسن من تجربة التعلم عبر الإنترنت، وأن فرصة الوصول الملايين من الأشخاص حول العالم للمواد التعليمية ستزيد، لكن سيبقى للتعلم عبر الانترنت حدود معينة، لهذا فإن ما هو أكثر ترجيحاً بأن مستقبل التعليم سيكون مزيجاً من التعليمي التقليدي وعبر الانترنت، والمؤكد بأن ذلك سيمنحنا الفرصة للحصول على تعليم أكثر جودة وتجربة مميزة.

المصادر:
The Hustle | Tc Global

تعليقات