التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هل تعيش الحياة التي كنت تعتقد أنك ستعيشها؟


 

يذكرني غروب الشمس وشروقها بأن العمر يمضي، وأتذكر أني في منتصف العمر، وها هو الوقت يمضي بلا تخطيط، صحيح هناك متسع من الوقت للقيام بكثير من الأشياء ان أمد الله بعمري ووصلت الستين او الخامسة والستين كما عاش أبي رحمه الله واغلب رجال عائلتنا، لكن مع ذلك لم اعد صغير وجسدي يوماً عن يوم يتبدل والطاقة تخف، كثير من الأشياء كنت أقوم بها بسهولة قبل عشر سنوات اليوم أجد فيها صعوبة واعلم ان جسدي سيستمر بالتغيير بغض النظر عن الطعام الصحي الذي امشي عليه.

في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: نام رسول الله على حصير فقام وقد أثر في جنبه، قلنا: يا رسول الله، لو اتخذنا لك وِطاءً؟ فقال: ما لي وللدنيا؟، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها، رواه الترمذي.

إذا كانت دورة الحياة يومًا واحدًا، حيث تحدث الولادة حوالي الساعة 6 صباحًا والموت حوالي الساعة 11 أو 12، فأنا في منتصف الظهيرة، ذهب الصباح، والمساء يبدو بعيد، إذاً كيف سأقضي بقية يومي.

هنا عليّ تحديد ما هي الأشياء الأكثر أهمية بالنسبة لي، وعن ماذا يجب ان اتخلى، حتى يمكنني قضاء بقية يومي وفق ما أراه مناسباً.  

لا أذيع سراً ان قلت ان حياتي تسير منذ ست سنوات كرد فعل على الاحداث الخارجية المحيطة بي ليس كما خططت لها وهنا مكمن القلق الذي يعتريني.

على أي حال هي جردة حساب وتقييم للأحداث والإنجازات (إن وجدت) والفشل والانكسارات، والتفكير في الحياة التي أعيشها، وتحديد ما إذا كنت أقضي وقتي في القيام بالأشياء التي أريد القيام بها، أو ما إذا كانت هناك طرق أخرى أفضل للقيام بالأشياء التي أعتقد أنني أستطيع القيام بها، مع ان التغيير صعب جداً في هكذا ظروف.

حياتي الآن تسير عكس ما خططت له قبل سنوات، لذلك التفكير في المستقبل والتخطيط له لا يعطي نتائج سوى القلق والتوتر، ومع ذلك ما باليد حيلة سأبقى أفكر مع علمي بنتائجه السلبية عليّ.

وماذا عنك؟ هل تعيش الحياة التي تخيلت أنك ستعيشها عندما كنت أصغر سنًا؟ إذا كنت في منتصف الثلاثينات من عمرك مثلي، فهل تشعر بأي أزمة في منتصف العمر أو انفراج في منتصف العمر، أو هل تشعر بأي تمييز على الإطلاق بين هذا العقد وغيره؟

تعليقات