التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الاحتفاء بالكسل ويوم جديد آخر...

 


استيقظت حوالي الخامسة صياحاً انتظرت حتى انتهى أذان الفجر وقمت للصلاة، كان عليّ تقديم واجبات مادة أساسيات المحاسبة، تكاسلت واستسلمت للفراش الدافئ وسط برد قارس، غفوت لمدة ساعة واستيقظت على صوت المنبه كانت ابنتي قد استيقظت قبلي وجدتها تلعب بدفتري وأقلامي التي أضعها عند راسي لتدوين بعض الملاحظات وحل المعادلات وهي عادة دأبت عليها مؤخراً لأني وجدتها مفيدة في التذكر والحفظ وأفضل من استخدام الكمبيوتر، وربما حان الوقت لشراء تابلت بقلم لهذه المهمة.

قلما اشرب شيء قبل الإفطار لكن قررت كسر هذه العادة الصحية وأعددت فنجان قهوة، وجلست أتابع الصحف والمواقع الإخبارية العادة التي ترافقني منذ عشر سنوات، وخاصة بعد الثورة السورية، لا جديد يذكر سوى الأخبار القادمة من الحسكة وغويران وحملة فريق ملهم التطوعي وما رافقها من لغط بين مرحب ومشكك كما يحدث مع فيلم أصحاب ولا أعز الفيلم الذي حملته منذ أربعة أيام ولم يتسنى لي مشاهدته.

مرت أكثر من ساعة ولم أستطع العودة لكتابة الواجب الذي يجب ألا يقل عن 750 كلمة وموثقة بالمراجع العلمية، مازال الكسل يسيطر عليّ، احتاج انهاء هذه المهمة منذ بداية اليوم حتى لا أقع فريسة للوقت الضائع وعندها سأكتب بسرعة ودون تركيز وتكثر الأخطاء ولن أحصل على علامة جيدة، بدأ القولون العصبي يضغط على صدري وأشعر بصعوبة في التنفس وتسرع في ضربات القلب، تحدثني نفسي بالاسترخاء قليلاً ومشاهدة ملخص مباراة تونس وبوركينا فاسو في كأس الأمم الأفريقية عليّ أروح عن نفسي قليلاً، لكن تذكرت أن تونس خسرت ولا مجال لهز البدن ثانيةً، فنحن العرب الثبات على مستوى جيد في مجال ما صعب جداً تارة ترانا في القمة وتارة ننزل لقاع سحيق.

أمنيتي أن يتركني عناء القولون العصبي مسترخياً ليوم واحد أنظر للسماء والسحب تأتي من الغرب وتشرق كما شرقنا وصارت التغريبة حلم بعيد المنال، أبدعت السيدة فيروز عندما غنت يارايح صوب مشرق وكأن طلال حيدر كتبها لي ولمجموع من هُجر من الغرب للشرق.

يا راعي، القصب مبحوح.. جايي عبالي شروقي

قللو للقصب ما يبوح.. بالسرّ اللي بعروقي

وِانْ ضعنا سوا بهالليل خلّي صوتك مسموعي

ضعنا بليل المنفى ولم يعد أحد يسمع صوتنا، تاهت خطواتنا، فقدنا الكثير من الأحبة، راح الولف ياليل، حتى الناي لن يستطيع أن يحكي قصتنا الحزينة.

يا رايح صوب مشرّق، مشرّق ما بُو ربيعي

راحوا يرعوا غنمهِن والعشب فوق ضلوعي

مشرق ما بو ربيعي، ربيعنا هناك مغرب، تركناه ورحلنا ولم نجد في رحيلنا سوى التيه، مشرق ما بو ربيعي، الربيع مغرب، لا سبيل للتعافي بهذه الأغنية فقد فتحت جروح لم تنطفئ لكن في زحمة توالي الأيام تسلل النسيان لذاكرتنا، ولكن أي شيء مهما كان صغير يفتح باب التذكر.

يبدو أني سأخلد للنوم قليلاً بعد أن فرغت شحنة كبيرة من الضغط الصباحي بكتابة هذه التدوينة في قسم اليوميات.

تعليقات